مدونة جعفر عبد الكريم الخابوري

الجانب غير الكوميدى فى حياة الكوميدي استيفان روستى

بقى يا سيدي استيفان روستى اتولد لأب نمساوى كان ـ عقبال الاقربين ـ بارون، وأم إيطالية عاشت فى مصر وحبت مصر وتراب مصر واكل مصر وبقت مصر كل حياتها.. وكان الاتنين عايشين زي جوز العصافير لحد ما اسرة البارون ضغطت عليه فطلقها ورجع بلده وفضلت هي وابنها في مصر..

لما دخل استيفانو دى روستى ـ وده اسمه الحقيقي بالمناسبة ـ المدرسة كان مجنون بالتمثيل، فساب مدرسته ورمى كراسته وركز بس فى التمثيل، وكل ما كانت امه تقوله "بلاش يا استيفان الطريق ده اخره مرار" يقولها "لا انا بحب التمثيل ومش هسيبه ابدا".

تمر الايام والمدرسة تاخد قرار بفصل استيفان، فيروح يقدم ورقه فى مصلحة البريد ويشتغل بوسطجى، لكن بعد أسبوع تبعت المدرسة جواب للمصلحة يتسبب فى فصله.

الجواب كان بيحذر المصلحة من أن استيفان شغال فى فرق مسرحية للهواة مشخصاتي، وبما انه كان عيب يشتغل مشخصاتى فى الوقت ده، فالمصلحة فصلت استيفان وضحك وقتها وقال "مصلحة".. واهى فرصة يتفرغ اكتر للتمثيل.

قعد استيفانو يجرب شغلانه ورا شغلانه، لحد ما اكتشف انه مالوش اكل عيش فى مصر، فسافر ايطاليا وهناك برضه جرب كذا شغلانه لحد ما اشتغل فى الترجمة، واتعرف على ممثلين رشحوه لفرق مسرحية واشتغل مساعد فى الإخراج ومستشار فني لشؤون وعادات وتقاليد الشرق العربى للشركات السينمائية الإيطالية اللى بتنتج أفلام عن الشرق والمغرب العربى.

بعد فترة من الترحال حط استيفان الرحال فى مصر، واشتغل فى اكتر من فرقة مسرحية كممثل ومساعد مخرج، لحد ما طلبته الست عزيزة امير عشان يساعدها فى اخراج فيلم ليلى بعد ما خلعت المخرج التركى وداد عرفي بعد ما اكتشفت انه ضحك عليها.

بعد التجربة دى شارك استيفان روستى فى 11 تجربة كمؤلف و11 تجربة كمخرج، منها اخراج اول فيلم لنجيب الريحانى "صاحب السعادة كشكش بيه".

على المستوى الشخصي ، عاش استيفان روستي مضرب عن الجواز لحد سن 45 وبعدها قال كفاية كده واتجوز بنت إيطالية اسمها ماريانا، ورغم ان حياتهم كانت سعيدة، الا أنها اتقلبت غم وهم ونكد، بعد ما خلفوا اول عيل ومات بعد ولادته بأسبوع واحد، وفضل هو ومراته متنكدين بسبب الواقعة دى لحد ما مرت السنين وخلف التانى، لكن برضه ابنهم مات بعدها ب 5 سنين، ووقتها مراته جالها انهيار عصبي واكتئاب لازمها باقى حياتها، لدرجة أنها بقت ضيفة على أغلب المستفيات على أمل أنها تلاقى العلاج.

وفي سنة 1964 كان استيفان قاعد على قهوة فى وسط البلد مع واحد صاحبه وفجأة اتوفي بسبب أزمة قلبية، واكتشفوا وقتها ان كل رصيده اللى سايبه 7 جنيه، فقدم إسماعيل ياسين طلب لنقابة الممثلين عشان تساعد أرملته بما ان معدش لها اى دخل فى مصر، لكن الست اختارت انها ترجع بلدها بما أن معدش لها حد فى مصر.